مهرجان مدائن التراث/تجاوز البعد الثقافي إلى مقاربات تنموية للمدن الأثرية | البشام الإخباري

  

   

مهرجان مدائن التراث/تجاوز البعد الثقافي إلى مقاربات تنموية للمدن الأثرية

البشام الإخباري / أسدل الستار أول أمس على فعاليات مهرجان مدائن التراث بمدينة وادان الأثرية بتسميته الجديدة، وقد حرصت السلطات العليا في البلد أن تكون هذه النسخة مختلفة عن سابقاتها من خلال التركيز على الجانب التنموي في هذه المدن الأثرية لحمايتها من الاندثار وهجرة ساكنتها.

وقد تميزت النسخة الأولى من هذا المهرجان في حلته الجديدة الزاهية الألوان، بتجاوز البعد الثقافي في جوانبه التقليدية المعهودة إلى رحاب مقاربات تنموية متعددة الأبعاد، قوامها الاهتمام بحل المشاكل التي تواجه ساكنة تلك المدن، بعد عقود من الإهمال والنسيان.

وهكذا ولأول مرة في تاريخ هذا المهرجان، الذي انطلق قبل عشر سنوات من الآن، تم تخصيص غلاف مالي ناهز (3 مليارات) أوقية قديمة لدعم مشاريع تنموية في وادان، طالت العديد من القطاعات الحيوية كالزراعة والمياه والاتصالات والطرق والسياحة وإنشاء بعض البنى التحتية وترميم البعض الآخر.

وفي هذا السياق كشف معالي وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد المختار ولد داهي، أن هذه النسخة شهدت إضافة تنموية جنبا إلى جنب مع المكونة الثقافية المعهودة، رغم الإكراهات الزمنية والصحية للمهرجان.

وأضاف أن مهرجان مدائن التراث عرف هذه المرة الكثير من التجديد والتطوير للنسخ السابقة، إذ حرص القطاع على الاستفادة من أغلب الخبرات الوطنية لتنظيم مثل هذه التظاهرات، وتم إجراء مسابقة لاختيار المشاركين في المهرجان، أشرفت عليها لجنة مختصة.

وأكد الناطق باسم الحكومة، حاجة الثروة التاريخية للبلاد إلى وضع مقاربة جديدة لسبر أغوار كنوزها التراثية ونشرها، معلنا عزم قطاعه بذل كل ما يلزم لكشف المناجم التراثية العريقة، إذ ليس من الممكن أن يظل تاريخ مجتمعنا حبيسا للنسيان، وقد أجمعت الدراسات التاريخية والأركيولوجية على أن هذه البلاد مبنية على أنقاض حضارات وثقافات تليدة.

وذكر أن الوزارة في إطار خطتها لنفض الغبار عن هذا التراث، عمدت إلى وضع استراتيجية ثقافية على مدى السنوات الثلاثة القادمة، تضمنت تنظيم عدة مهرجانات متخصصة، كمهرجان الضفة ومهرجان المديح..، إضافة إلى إنشاء جائزة رئيس الجمهورية للفنون الجميلة، مع العمل على توسعة نطاق المهرجان، حتى يشمل كل الأماكن الأثرية بالبلاد (كومبي صالح وتنيكي..).

أما عمدة بلدية وادان السيد محمد محمود ولد أميه، فأكد أن هذه النسخة شهدت اهتماما كبيرا بالبعد التنموي الذي أهملته النسخ الماضية ففي الميدان الزراعي، الذي يعد العمود الفقري للاقتصاد ويشغل اهتمام الساكنة، تم استصلاح 100 هكتار لزارعة وحات النخيل، المتضررة من نقص الأمطار خلال السنوات الماضية.

وأضاف في لقاء مع مندوب الوكالة إلى المهرجان، أنه في مجال المياه تم حفر 12 بئرا ارتوازيا، تكفي لزارعة 12 ألف نخلة، منبها إلى أن هذه الخطوة ستساهم في حل المشكلة العقارية للمزارعين، بالسماح لهم بامتلاك الأراضي. مبرزا أن مشكل المياه الصالحة للشرب في وادان أصبح من الماضي بفضل الجهود التنموية المصاحبة للمهرجان التي تمثلت من بين أمور أخرى في توسيع شبكة المياه وتعزيزها بمجموعة من الآبار.

وفيما يتعلق بفك العزلة عن المدينة، قال العمدة: إن الحكومة حصلت على تمويل المقطع الرابط بين "أطار وشنقيط" والجهود متواصلة للحصول على تمويل مقطع شنقيط-ودان، وقد أصبحت شبكات الاتصال متاحة على طول الطريق.

ولفت إلى أن هذه المشاريع ستساهم في تنشيط القطاع السياحي في المدينة، من خلال جذب المزيد من السياح الذين كان تدني الخدمات سببا في عزوفهم عن القدوم إلى هذه المدينة الاثرية، مبرزا أن هذا المهرجان تم التركيز فيه على الجانب السياحي لماله من أهمية في اقتصاد الساكنة، فقد تمت دعوة 146 ممثلا للمكاتب السياحية لحضور وقائع المهرجان مجانا من دون تكاليف نقل.

وأضاف أنه بالتوازي مع افتتاح الموسم السياحي، للتعريف بالمقدرات السياحية لوادان، والذي كان فرصة لإنعاش القطاع بعد توقفه في المواسم الماضية بسبب الجائحة، فقد قامت الدولة بتنظيم رحلات مباشرة بين فرنسا وأطار، جلبت معها حتى الآن عشرات السياح وينتظر في الأيام المقبلة أن تصل أفواج أخرى.

وبدوره يرى السيد أحمد أحمود ولد الحاج، أحد أطر وادان أن هذه النسخة من المهرجات تميزت عن سابقاتها بوجود المكونة التنموية إلى جانب المكونة الثقافية، التي قال إنها عرفت تنوعا وثراء في مضامينها، من مسابقات طالت معظم الثقافة التقليدية للمجتمع.

وثمن ما تحقق من مكاسب تنموية في هذه النسخة، شملت العديد من مرافق الحياة في المدينة، إذ وفرت المياه الصالحة للشرب لساكنة المقاطعة، إلى جانب دعم زراعة وحات النخيل.

وما 

تصفح أيضا...