مدير الصحة العمومية: النظام الصحي الوطني في أتم الجاهزية | البشام الإخباري

  

   

مدير الصحة العمومية: النظام الصحي الوطني في أتم الجاهزية

البشام الإخباري / في فترة بدأ العالم يشهد انفراجا في الأزمة الصحية التي سببتها جائحة كوفيد-19، بعد موجات متتالية عصفت بأنظمة دول عظمى وانهارت في وجهها اقتصادات دول بأكملها، فقد شكل ظهور التلقيح نقلة نوعية نحو التخفيف من تداعيات الأزمة عالميا ومحاولة القضاء عليها.

وبالرغم من النسبة المعتبرة للتلقيح التي حققتها البلاد لتأمين المواطنين ضد فيروس كورونا، فقد بدأ الحديث مؤخرا عن احتمالية موجة جديدة، بناء على الأعداد المتزايدة يوميا، الشيء الذي استدعى من الجهات الصحية أخذ التدابير اللازمة والاستفادة من التجارب الماضية خلال الموجات السابقة.

وبالرجوع إلى الموجات السابقة التي تفاوتت في شكلها ومضمونها، يلاحظ المتتبع لمسارها أن الحل الوحيد المتاح حتى اللحظة هو أخذ اللقاح المضاد للجائحة، مع الالتزام بالإجراءات الوقائية من غسل اليدين وارتداء للكمامات والتباعد الاجتماعي، إلى غيرها من الإجراءات الاحترازية، علما أنه بناء على معطيات منظمة الصحة العالمية، فكلما زادت أعداد من أخذوا اللقاح ببلد معين كلما خفت حدة خطر الموجة الجديدة.

وقد بادرت وزارة الصحة منذ اللحظة الأولى إلى تعبئة الطواقم الصحية وحثها على الجاهزية، استعدادا لأي طارئ، إضافة إلى توفيرها للقاحات بأنواعها المختلفة بجميع المراكز الصحية الوطنية وتسهيل ولوج المواطنين إليها، تفاديا لأي موجة جديدة بحجم وخطورة الموجات السابقة.

وفي هذا السياق أوضح مدير الصحة العمومية، السيد محمد محمود ولد اعل محمود، في لقاء مع الوكالة الموريتانية للأنباء، أن التزايد الملحوظ هذه الأيام في حالات الإصابة بفيروس كورونا طبيعي جدا باعتبار أن كوفيد-19 يأتي على شكل موجات، موضحا أنه من كل 6 إلى 8 أشهر عادة ما تأتي موجة جديدة.

وقال إن عدد الحالات التي تم تسجيلها في الفترة الراهنة لم ترقى بعد إلى وصفها بموجة جديدة، مؤكدا أن الوضعية تتم مراقبتها وتقييمها باستمرار.

وأشار إلى أن سبب ارتفاع الحالات عائد إلى تطور متحورات جديدة من الفيروس، منبها إلى أن ارتفاع نسبة الإصابات تشهده كذلك الدول المجاورة وباقي دول العالم منذ شهر تقريبا.

وأكد أن وزارة الصحة لديها خطط واستراتيجيات للتعامل مع كل وضعية وبائية معينة، وقد اتخذت الإجراءات اللازمة بناء على معطيات دقيقة مبنية على تتبع الوضعية الوبائية بشكل عام، وتم تجهيز كافة المستشفيات ووضعها في أهبة الاستعداد منذ اللحظات الأولى لتزايد الحالات، مع رفع نسبة الفحوص وإعطاء التعليمات للعاملين في المجال الصحي بضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية والتبليغ عن أي حالات جديدة.

ونبه إلى أن كافة النقاط الصحية تم تزويدها بالوسائل الضرورية للتعاطي مع الحالات الطارئة، كما تم تجهيز مستشفى محمد بن زايد لتلقي حالات الحجز التي وصلت لحد هذا اليوم إلى 8 حالات.

وبين أن معالي وزير الصحة أصدر بيانا حول ضرورة التحسيس بخطورة المرض، طالب فيه كافة المواطنين بالعودة إلى الإجراءات الاحترازية، والتوجه إلى مراكز التلقيح، مشيرا إلى أن اللقاحات أثبتت نجاعتها في محاربة الفيروس.

وأوضح مدير الصحة العمومية أن اللقاحات متوفرة في جميع النقاط الصحية بكامل التراب الوطني وبالعينات الأربعة بكمية تقارب الـ4 ملايين جرعة وبمدة صلاحية طويلة كما أنها متوفرة كذلك على مستوى النقاط الصحية بالولايات الداخلية، لافتا إلى أن عدد المواطنين الذين استفادوا من جرعة واحدة وصل إلى مليون وتسعمائة وثمانون ألف، أما بالنسبة لمكتملي التلقيح فقد وصل عددهم إلى مليون وأربع مائة ألف، بينما وصل عدد الذين أخذوا الجرعات التعزيزية ما يزيد على 270 ألف شخص.

وذكر بأن ظهور أول حالة من كوفيد-19 في البلد كانت خلال شهر مارس 2020، مشيرا إلى أن ذروة الموجة الأولى كانت في الشهر السابع من نفس السنة، كما ظهرت موجة ثانية بعد ذلك في نهاية نفس السنة خلال دجمبر ويناير، كانت أقوى من حيث الإصابات المسجلة وكذا من حيث الوفيات، ومع كل ذلك ظل النظام الصحي الوطني صامدا في وجه كل الموجات مقارنة بالأنظمة الصحية بالبلدان الأخرى.

وخلال تلك الفترة تم اتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير آليات التكفل بالمرضى وشراء أجهزة التنفس الاصطناعي ودعم القدرات من ناحية الأوكسجين، وكذا الطواقم الطبية الوطنية واستجلاب طواقم طبية أجنبية لدعم النظام الصحي الوطني، وهي إجراءات مكنت من تجاوز الموجات المتتالية.

وأضاف أن موجة ثالثة من هذا المرض ظهرت في منتصف سنة 2021 كانت الأعنف من حيث عدد الإصابات، إلا أنها تميزت بتراجع واضح في أعداد الوفيات والإصابات الحرجة مقارنة بالموجات السابقة نتيجة عامل التلقيح الذي خفف من وطأة الموجة.

كما تم تسجيل موجة رابعة في نهاية 2021 وبداية 2022 كانت أكثر من حيث تسجيل الاصابات، لكن بتراجع كبير في أعداد الوفيات والحالات الحرجة بسبب النسب المقبولة التي وصل إليها البلد من حيث التلقيح، خصوصا في الوسط الحضري وتحديدا الأشخاص الأكثر عرضة للمرض والمصابين بأمراض مزمنة وكبار السن.

وقال إن نسبة التلقيح ضد فيروس كورونا في البلاد بلغت الحد المقبول مقارنة بدول المنطقة، حيث تعتبر موريتانيا الأولى من حيث التغطية على مستوى المنطقة، حيث بلغت عملية التلقيح حوالي 50% بالنسبة للفئات المستهدفة، مشيرا إلى أن الموجات الجديدة من المنتظر أن تكون أقل خطرا من الموجات السابقة وأقصر مدة وأقل إصابات ووفيات وحالات حرجة.

 

 

 

وما . 

تصفح أيضا...