البشام الإخباري / يتوجه مئات الشباب في ولاية كوركول كل مساء وصباح إلى مقرات الحملات الانتخابية في الولاية من أجل ايجاد فرصة عمل تدر عليهم دخلا يوميا يقضون به بعض حوائجهم.
اغلب هؤلاء لا يميز بين الانتخابات النيابية أو البلدية ولا حتى الجهوية إلا أنهم يجدون في الموسم الانتخابي فرصة عمر قد لا تعود الا بعد عدة سنوات، فيبادرون بعرض خدماتهم على هذا الحزب أو ذاك والفرق في نظرهم بين الموالاة والمعارضة يكمن في المبلغ الذي سيقدم فهم جاهزون للعمل وأغلبهم مدرب على العمل نظرا لتجربته الطويلة في الميدان .
مكتب الوكالة الموريتانية للأنباء بولاية كوركول استطلع آراء بعض الشباب العاملين في الميدان والذين أكدوا على أن موسم الانتخابات أصبح بالنسبة لهم موعدا منتظرا يفتح لهم باب عمل جديد خاصة في ظل غياب فرص العمل الدائمة في الولاية فعادة ما يحصل الشباب على مجموعة من المهن الموسمية في غمرة أجواء المنافسة بين الأحزاب يكون لها مردود إيجابي على الكثير من العاطلين عن العمل، وإن كانت الفترة قصيرة إلا ان دخلها يساوي أو يفوق عمل أشهر في الأزمنة العادية .
محمد سيدي شاب في مقتبل العمر يعمل مشرفا على مقر لاحدى الحملات في مقاطعة كيهيدي ، يرى أن الحملة الانتخابية على مستوى ولاية كوركول حتى الآن لا تزال دون التوقع إلا ان الأيام المقبلة حسب التجربة قد تحمل الكثير نظرا لاحتدام التنافس بين المرشحين ، كل يريد كسب ثقة الناخب خاصة عن طريق تقديم الخدمات داخل المقرات واستجلاب المطربين والذين هم في اغلب الأحوال يحتاجون من يقوم على رعايتهم وتقديم الشراب والشاي لهم مما يزيد من فرص الدخل ، يختلف ذلك طبعا من مرشح لآخر .
واشار محمد إلى أنه إضافة إلى الخدمات الفنية واليدوية التي يقدمها بعض الشباب فهناك شباب يقوم بخدمة يركز عليها بعض المرشحين في هذه الحملة لا تقل اهمية عن الأعمال الأخرى وهي القيام على صفحات المرشحين في الفيس بوك وتغذيتها بجديد أخبار الحملة وتعهدات المرشح ونشر صوره ومهرجاناته عليها ومواكبتها ، حيث بدأ المرشحون مؤخرا يهتمون بجودة الصورة وبالزوايا المحترفة خلافا للمواسم المنصرمة ، هذا النوع هو الآخر له أصحابه المتخصصون فيه ويعود عليهم بدخل لابأس به .
أما ابراهيم افال وهو شاب يعمل في تنظيف المقرات لا يرتبط بمقر دون الآخر يقضي يومه يتجول من مكان لآخر حاملا معه أدوات التنظيف، يرى أن الحملة الانتخابية فرصة عمر يجب على الشباب عدم تضييعها ويقول أنا كشاب استيقظ كل يوم في الصباح الباكر أصلي وأحمل أدواتي ولا أعود إلى البيت إلا وقد تأخر الليل لكن دخلي اليومي يزداد يوما بعد يوم حيث بدأت بدخل عادي في الأيام الأولى لا يتجاوز الفين أوقية قديمة والآن يزيد على عشرة الاف اوقية قديمة لليوم ، فالعمل كما يقال شرف وأملي أن تكون ايام السنة كلها حملة .
وهناك فيئة كبيرة من الشباب تنشط في مجال توزيع الملصقات ومواد الدعاية الانتخابية في ملتقيات الطرق والشوارع الرئيسية وتصوير المهرجانات، يوفر لها المرشحون عادة سيارات خاصة تمكنهم من التنقل وتوزيع أكبر كم ممكن من الإعلانات وصور المرشحين وشعاراتهم فيما يتم التعاقد مع آخرين للعمل داخل البيوت وتوعية الناخبين وتعليمهم طرق التصويت وتنظيم المهرجانات والإشراف على نقل المناصرين إلى مقرات الحملة .
وفي موسم الحملات الانتخابية تزدهر تجارة الشاي ويرتفع دخل اصحابها هذا ما اكده الحيمر ولد اعل ، قائلا إن الموريتاني الأصيل لا يمكن أن يستغني عن هذه المادة رغم انشغالاته ويمكن أن يدفع مقابلها الغالي والنفيس وبالتالي فالعاملون في هذه المهنة تدر عليهم دخلا لابأس به خاصة في هذا النوع من المواسم الاستثنائية .
ورغم أن هذه الفرصة تعتبر موسمية فإن لها مردود اقتصادي واجتماعية مهم فهي توفر دخلا لمجموعة من الشباب في الولاية بدء بالحرفين وعمال المقرات وتساهم في النهوض بالاقتصاد فيها فتزدهر التجارة و بعض القطاعات الخدمية الأخرى كالمطاعم وباعة الملابس وغيرها من الخدمات ذات الصلة بالحملات الانتخابية .
و ، ا ، م .