خواطر حول القمة العربية في نواكشوط | البشام الإخباري

  

   

خواطر حول القمة العربية في نواكشوط

الدكتور محمد الحنفي بن دهاه

مع أنني لست سياسيا ولا مهتما بالشأن السياسي إلا أنني تابعت باهتمام بالغ مجريات القمة العربية في نواكشوط وما صاحبها من وعي وطني استوت فيه المعارضة والموالاة، وتوحدت فيه الكلمة حول المصلحة العليا للوطن بعيدا عن التجاذبات المعهودة بين الطرفين.
وفي هذا السياق وجدتني مدفوعا للتعبير عن بالغ سروري بنجاح موريتانيا في تنظيم هذه القمة رغم قلة تجربتها في تنظيم أحداث مماثلة، وقد وصلتني شهادات الكثير من المثقفين والأكاديميين من داخل موريتانيا وخارجها اتفقوا جميعا أن قمة نواكشوط كانت من أنجح القمم العربية على الأقل من حيث التنظيم، الذي لم يكن الوقت اليسير المحدد لانعقادها عاملا مساعدا فيه.
ومع أنني على يقين تام أن المواطن العربي ومنذ أمد بعيد لم يعد يعلق كبير أمل على القمم العربية في تقديم حلول ناجعة لمشكلاته الكبرى –وما أكثرها اليوم- أعتبر أن نجاح موريتانيا في جمع شمل القادة العرب تحت خيمة واحدة في نواكشوط ولمدة يوم كامل دون تسجيل خروقات على المستوى الأمني، ودون وقوع خصومات ومشادات بين المشاركين يمثل نجاحا مهما في حد ذاته.
وأشيد في هذا المضمار بالشعب الموريتاني الذي قدم نموذجا راقيا للوعي الحضاري من خلال تعاونه السلس مع المشرفين على التنظيم، مما مكن من عقد القمة وتسهيل حركة الضيوف دون إغلاق العاصمة بشكل كامل، وفتح الباب للمواطنين لممارسة أنشطتهم العادية بشكل طبيعي.
وفي ختام هذه الخواطر المختصرة أرجو من قادة الرأي في موريتانيا أن يتمسكوا بالروح الوطنية التوافقية التي صاحبت تنظيم القمة العربية ليستعينوا بها على تجاوز خلافات شكلية تعيق المسيرة التنموية للبلاد، وتضر أكثر مما تنفع؛ فموريتانيا فوق كل اعتبار ولا عذر لحاكم ولا محكوم في اتخاذ أي موقف يناقض مصلحتها العليا، أو يهدد وحدة نسيجها الاجتماعي وتنوعها الثقافي والعرقي وهويتها الإسلامية العربية الافريقية التي هي مصدر قوتها.
 
الدكتور محمد الحنفي بن دهاه/ أستاذ بكلية الآداب/ جامعة نواكشوط

 

تصفح أيضا...