العلامة محمد سعيد بن تڭدي اليدالي/ د عبد الرحمن ولد الرباني | البشام الإخباري

  

   

العلامة محمد سعيد بن تڭدي اليدالي/ د عبد الرحمن ولد الرباني

محمد سعيد بن تڭدي بن يحيى بن يداج أڭد برغ اليدالي (ق. 10 -111 هـ), عالم جليل اشتهر بأنه أحد رواد المدرسة النحوية في بلاد شنقيط, قام برحلة علمية إلى تافلالت بجنوب المغرب الأقصى في القرن العاشر الهجري, حيث تضلع من علوم النحو و اللغة وفي طريق عودته جلب من هناك كتابين لإمام النحاة في عصره أبي زيد عبد الرحمن بن علي المكودي الفاسي (ت. 807 ﻫ), هما شرح "ألفية ابن مالك" ومنظومة "البسط والتعريف في علم التصريف", فكان بذلك أول من جلب النحو إلى منطقة "الڭبلة" بالجنوب الغربي من هذه البلاد, ومن تبحره بعلم النحو لُقب "النحوي" كما لقب أيضا بـ "الرباني", وعنه أخذ أبناء بناته, وأحد أبناء أخته -على الأقل- اسمه وألقابه.
يقول والد بن خالنا الديماني الأبهمي (12122 هـ) في كتابه "الأنساب": (وأم أنحوِي بن عثمان بن يدن ابج, محّم بنت تڭدِّ أخت محمد ساعيد بن تڭدّ سمته أمه بأخيها محمد سعيد وأخوها المذكور هو أول من جلب علم النحو إلى القبلة ولذلك يقال له النحوي), وأنحوي المذكور هنا هو أنحوي بن محنض بن يحيى, جد أسرة آل لعبيد التندغيين الحليين التي ينحدر منها الشاعر اللغوي الأعجوبة محمد الحافظ بن أحمدو.
وفي أبناء بنات محم سعيد المذكور يقول أحمد سالم بن أبو بكر بن الإمام اليدالي (ت. 13633 هـ) في معرض حديثه عن أسرة آل تڭدي اليداليين:
وانقرضــوا ومنهم السعيـد*** نجل تكَــدي العالــم الفريـد
أول من للقبلة النحـوَ جلب*** وما له سوى ثلاث تنتسب
أم الكريم التنـدغي الرباني*** وأم بونا الجكني الرمظاني
وأنجبـت ثالثـــــة البنات *** من مجلس العلم بـلا افتيات 
وكملهن في موضع آخر العلامة أحمدو بن التاه بن حمينا برابعة قائلا:
ومنهم محمــــــد السعيــــد *** نجل تڭـدي العالـم الفريـــد 
أول من للقبلة النحوَ جلب *** فسمي النحوي من ذاك السبب
عصب منه بعــدما مماتـــه *** أبنــاؤه الغـر بنو بنــــاتــه
مثل بني محـمــد الأئمـــــه *** سالمٍ الأرضى هداة الأمـه
وكبني الرباني أهل المحْــوِ *** في ربهم وكبني أنحـــوي
وكابنِ بونَ الجكنيِّ سيـبويهْ *** زمانه فرَّاهُ وابن خالويهْ
 ويعني ببني محمد سالم أبناء محمد سالم المجلسيين، بيت العلم الذائع الصيت، وجدهم المذكور هو محمد سعيد - سميُّ جده- ابن محمد بن عمر بن أبي السيد المجلسي، هاجر خلال القرن الحادي عشر الهجري إلى منطقة آدرار، وسكن أول الأمر في مدينة تنيڭي حيث تزوج من السيدة ادْهيْمه بنت الطالب اعل الجكنية ثم الإديشفية، ولما وقعت الحرب بين أهل تنيڭي خرج بأسرته صحبة خال أبنائه الحاج المختار جد العشيرة المعروفة باسمه إلى مدينة وادان، ومن هذه العترة العلمية الطيبة ينحدر العلامة محمد بن محمد سالم بن محمد سعيد (ت. 1302هـ) صاحب كتاب "الريان" في تفسير القرآن، وأبناؤه الأعلام.
 ويعني الناظم ببني الرباني، أبناء الرباني بن عبد الله الملقب "بلَّيْهنا" بن محم يار التندغي الحلي، أمه عزة بنت محمد سعيد وعنه ورث سبطه الرباني هذا اللقب الذي غلب عليه، عاش بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين، أسس محظرة عظيمة توارثها أبناؤه وأحفاده من بعده، من أشهر أعلامها العلامة الشيخ محمد "أبو اللحية الحمراء" بن محمود بن الرباني (ت. 1315 هـ)، ترك الرباني نظما في القراءات بعنوان "المفيد". 
 ويقصد الناظم ببني أنحـوي أسرة أنحــوي بن جدانا بن المختار بن أحمد الزينبي، يعتقد أنه من أهل القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين، سميُّ جده للأم وعنه أخذ لقبه "أنحوي"، وهو جد الأسرة المباركة المعروفة بهذا الاسم، ومن أشهر أعلامها العالم الشاعر محمذن الملقب اباه بن محمدي بن عبد الله بن أنحوي (ت. 1355 هـ/ 1936 م ) وابنه الشيخ محمدو (ت. 2003 م) عميد المدرسة الصوفية التجانية الإبراهيمية في هذه البلاد.
 أما ابن بونا الجكني الذي قصد الناظم فهو سيبويه عصره وعلامة زمانه المختار بن محمد سعيد المعروف بـ "بونا" بن المستحي من الله بن اعل بن زلماط الجكني الرمظاني، والده محمد سعيد الملقب "بونا"، سمته أمه باسم أبيها، ولد ابن بونا في بلدة "اكفليت" جنوب أبي تلميت نهاية القرن الحادي عشر الهجري أو بداية الثاني عشر وتوفي في "تبراتن" من أرض تڭانت في حدود عام 1220هـ وقيل غير ذلك، يعتبر ابن بونا أحد أعظم من أنجبتهم بلاد شنقيط، أسس محظرة علمية عظيمة تخرج منها أشهر علماء المنطقة، وقد صنف ابن بونا مصنفات عديدة أشهرها طرته واحمراره على ألفية بن مالك المسمى "الجامع بين التسهيل والخلاصة المانع من الحشو والخصاصة". 
 و بالإضافة للبنات الأربع المذكورات، قيل أن الشيخ أشفغ أوبك بن أشفغ مكر التامڭلاوي والد البنات المشهورات بكونهن حرز المنزل، تزوج أول قدومه على تاشمشه بواحدة من بنات محمد سعيد اليدالي، لكنه لم ينجب منها، فهل كانت هذه البنت خامسة أخواتها أم هي واحدة من الأربع الآنفات الذكر؟. 
 ينسب للعلامة محمد سعيد بن تڭدي اليدالي غير بناته هؤلاء ولد واحد، يقال أنه هاجر صوب بلاد المغرب، لكن أخباره انقطعت هناك ولم يعثر له منذ تغربه على أثر. 
يذكر أن العلامة الأديب امحمد بن أحمد يوره الديماني (ت. 13400 هـ) نظم ذرية بنات الشيخ أشفغ أوبك التامڭلاوي وأغفل منهن ذكر نسل جدته للأم فاطمة، تواضعا منه وظرفا، مكتفيا عن التصريح بالتلميح المستعذب البليغ في ختام أبياته قائلا: 
والنظم ضاق ببعضهم فحذفته *** و لربما حذف الذي لم يجهل..
 ورغم أن لي في الشيخ امحمد أسوة حسنة ومثلا أعلى ويجدر بي الاقتداء أو التشبه به، لكن تواضع بضاعتي المزجاة أصلا في البلاغة والأدب وأشياء أخر، قعد بي عن محاولة تقليد الشيخ والجري في مضماره، نفعنا الله ببركة الجميع، ورحم السلف وبارك في الخلف.
والله المستعان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رجعت في هذه الترجمة إلى:
- بلاد شنقيط، المنارة والرباط: للمفكر الكبير الخليل النحوي
- مقال في مدونة إڭيدي موقع باسم السيد: أبو بكر ولد كريم
- مقال في موقع أخبار انيفرار بقلم الباحث: سيدي أحمد ولد الأمير
- الموسوعة الحرة "ويكيبيديا"
 - مقالات أخرى متفرقة..