
قال وزير الاقتصاد والمالية الموريتاني المختار ولد اجاي إن الإستراتيجية الوطنية للنمو المتسارع والرفاه المشترك تهدف إلى ضمان الاستقرار الاقتصادي الكلي وتعميق الإصلاحات القطاعية وتحسين الظروف المعيشية للسكان وحماية البيئة بشكل مستدام.
وقال ولد اجاي خلال جلسة علنية للجمعية الوطنية إن إعداد هذه الاستراتيجية مر بمراحل متعددة كان طابعها الرئيسي التشاور على كافة المستويات ومع الجميع دون استثناء، بما في ذلك بعض الأطراف التي قد لا تتفق مع الحكومة في الرؤية والمواقف السياسية، مذكرا بعرض هذه الاستراتيجية على لجنة خاصة في الجمعية الوطنية، كما عرضت على مختلف الفاعلين المعنيين خاصة اللجان الفنية القطاعية على مستوى مختلف القطاعات الوزارية وممثلي الإدارة المحلية والمنتخبين الوطنين والمحليين، والمجتمع المدني والقطاع الخاص والباحثين الجامعيين والشباب والنساء الموريتانيين في الخارج، والشخصيات المرجعية وكذا الشركاء الفنيين والماليين.
وأضاف الوزير أنه بعد اكتمال المسار تمت صياغة الاستراتجية في مجلدين الأول يتضمن التشخيص الاجتماعي والاقتصادي والمؤسسي والبيئي للبلد والثاني التوجهات الاستراتيجية وخطة عمل استراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك للفترة 2016 ـ 2030.
وأشار الوزير إلى أن هذه الاستراتيجية تراعي ضمن توجهاتها كلا من أجندتي 2030 و 2063 حول التنمية المستدامة.
وأبرز الوزير أن هذه الاستراتيجية تقوم على ثلاث مرتكزات متكاملة وهي:
1 ـ تحقيق نموي اقتصادي قوي واحتوائي وشامل
2ـ النهوض برأس المال البشري والنفاذ إلى الخدمات الاجتماعية القاعدية
3 ـ تعزيز الحكامة بجميع أبعادها.
وأكد ولد أجاي أن هنالك عوائق بنيوية للتنمية في البلد من بينها نوعية الموارد البشرية التي حدت بشكل كبير من نجاعة السياسات التنموية خلال السنوات الماضية، كما أن هذه الموارد تعتبر من الأسباب الرئيسية للتفاوت الكبير بين مختلف فئات المجتمع بما في ذلك سكان الريف والمدن، وقد انعكس هذا الضعف في الموارد البشرية على إمكانية الاستفادة من الموارد الطبيعية للبلد.
وبخصوص امكانية الاستفادة من الثروة الحيوانية أوضح الوزير أن المشكل الرئيسي هو نوعية السلالات الحيوانية في البلد والتي تتميز بضعف الإنتاجية عموما من اللحوم والألبان، وارتفاع تكاليف تغذيتها حيث أنه لا يمكن الاعتماد بشكل كامل على التساقطات المطرية، ما يستدعى تطوير هذه السلالات من خلال التهجين وخلق صناعات تعطي قيمة مضافة لمنتجاتها مما يمنحها القدرة على المنافسة في السوق الغذائي وهذا ما أخذته الاستراتيجية بعين الاعتبار.