بتلميت ارخبيل الرمال | البشام الإخباري

  

   

بتلميت ارخبيل الرمال

المهندس المصطفى ولد ابنو

هناك مُدُنٌ بحجم الكف تسكننا .. وأخرى نسكنها.. مُدُن تشبهنا وأخرى نشبهها.. لأن أعمار المُدن تقاس برجالها وتراثها، لا بعدد السنوات التي سطعت فيها الشمس أو ظللت الغيوم أرجاءها، فبسبب ذلك تزدهر المدن وتؤتي أُكلها كل حين.. وبغض النظر عن عشوائية الجغرافيا وعوامل الطقس، فإن التاريخ وحده هو الذي يعطي جواز العِظم أو يمنعه.. فهو دفتر الزمان الذي يكتب ما شاء الله له أن يكتب.. ولا يمحى!

حين كان الوطن يبحث عن رحِم يتخلق فيه نطفة أضعف من بيض مفقوس.. وفكرة تخاف الولادة، وحُلماً يمنع النوم، كانت نواة مدينة تمدُّ له مهد الحياة بمواصفات عالمية: عِلم، ورجال، وخطة.. بل وحتى علَم ونشيد وجامعة.. ورئيس!
بتلميت.. أرخبيل الرمال.. ومهد الحضارة.. تلك المدينة التي تغفو بين كثيبين كأنهما يدَا شيخ صوفيّ يبتهل إلى ربه، حيث الهواء الطيب ونمير الماء العذب، وحركة فكرية وسياسية متقدمة على عصرها وتعيد إنتاج ذاتها! 
مدينة الدولة وأصحاب الخيارات الصعبة، وحاضرة المجتمع الوطني والمدني حين تنمحي الفوارق ويصطف الجميع لهدف واحد في نسَق مطّرد، تحارب فيه الساق بالقلم والسيف.
مدينة بتلميت .. ولاعتبارات ثقافية وعلمية بادية للعيان، ظلت مدينة ديمقراطية وعنيدة على الانسياق والانجراف الأعمى خلف من لا يقدمون البرهنة التنموية شفيعاً لخياراتهم، لأنها تملك من الوعي ما يجعلها تميز بين الوطني والوثني.. 
وليس غريباً أن يكون الاستثناء الوحيد في تاريخ علاقتها مع الأنطمة الحاكمة هو انسجام خطها المدافع عن الأمة الموريتانية مع أهداف برنامج الرئيس المؤسس الأخ محمد ولد عبدالعزيز الذي حوّل أحلام الوطنيين إلى واقع ماضوي، وخلق أحلاماً جديدة كانت من خيالات الزمن والترف الفكري! 
وكان لمدينة بتلميت من هذه النهضة الشاملة الحصة الكبرى، والمثال المشهود: شُقت الطرق، وفتح أهم مستشفى خارج عواصم الولايات، وتمت كهربة العديد من القرى، وبنيت مستوصفات في التجمعات الريفية التابعة للمقاطعة..
وبهذا أُسقط في يد المعارضة فلجأت إلى الانكفاء على ذاتها، بين صامت يخجل من وصف النهار بالعتمة، وبين مهاجر إلى بيئة أخرى ينثر سموم ادعاءاته التي يعتاش منها.. أصابته العزة بالاثم فأصبح شاهراً سيفه في معركته الوهمية الخاصة.

ولقد كانت خيارات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية نابعة من رمزية المدينة وموائمةً لتطلعات أهلها نحو ازدهار المقاطعة، وذلك باختيارها الطاقة الشبابية الممثلة في الشاب الطموح والقيادي البتلميت المتميز السيد النائب الفؤاد ولد محمد بونه الذي مثّل مدينة التاريخ والعلم أحسن تمثيل في المأمورية البرلمانية السابقة، حيث فتح قلبه وبابه للمواطنين وأقام مكتب تمثيل له في المقاطعة ينقل من خلاله هموم مواطنيه وآمالهم وتطلعاتهم للغرفة التشريعية، مدافعاً عنها ومتابعاً لمراحل تنفيذها! 
وكان الاختيار الثاني لابن بتلميت البار القانوني المتمرس والمحامي المدافع عن حقوق للمستضعفين، الأستاذ إسحاق ولد أحمد مسكة، وكذلك الاختيارات المحلية في البلديات السبع التابعة للمقاطعة.
إن الاختيارات الحزبية فرصة نادرة لتعبر مدينة الوفاء والصمود عن تشبثها بالمنهج الوطني الذي تَداعت إليه نخبة موريتانيا، واقتبس المشعل فيه الأخ الرئيس محمد ولد عبدالعزيز.. وهو ما سيُترجم نصراً مدوّياً مع خيوط صباح الأول من سبتمبر فاتحاً عهود الرفاه واستمرار الإنجازات أمام سكان بتلميت.. فموعدنا النصر .. ولكل نبإٍ مستقرٌّ وسوف تعلمون!

الكاتب المهندس: المصطفي ابنو

تصفح أيضا...