عثمان جدو
معارضتنا بلا تأثيرات ،تعاني تضارب المصالح والانقسامات ،تحسبهم جميعا وقلوبهم أشتات ،يجتمعون في مجالس وعلى الطاولات وهم متفرقون في التوجه والنيات ، متحاسدون متباغضون متنازعون ؛حتى على الصغة والتسمية والشعارات ..!
هوانهم على النظام مؤداه قلة التماسك وهشاشة التأثيرات ، وصغرهم في عين المواطن سببه عدم تقديمهم لأبسط التضحيات ؛واختفاؤهم من حياته حتى قبيل موسم الانتخابات؛ حيث يظهرون ويغنون ويرقصون في كل المهرجانات ، ويلبسون ثيابهم الخداعة ويضعون عمائم مزركشة بالشعارات ؛لكنها فارغة من كل المحتويات ، تحالفاتهم لا تقدمهم إلا إلى الهاوية و التساقطات، وجهدهم بعد تجمعهم يظهر كأوهن مما تبنيه العناكب من بيوتات .
انظروا كم قدمت المعارضة من قصة وأخرجت من جرائم ومنغصات ، واستجلبت من فضائح محبوكة بادعاءات .. تلاشت قبل ضحى يوم عرضها ؛فلم تؤثر على النظام ولم تنل من المواطن أي تفاعلات ،ولم تنطلي عليه كونها أم الخدعات .
تبحث المعارضة عن التأثير على النظام من خلال أغنية القمامات ، وتربط كلماتها بحكومة دون أخريات ، وتتناسى أن هذه الدولة لا زمتها منذ البدء القمامة والمستنقعات .
ومع أن ساسة البلد الحاضرون استجلبوا شركة أجنبية تتمتع بأرقى المعدات ؛ واستأجروها بعديد المليارات، لكن نظافة عاصمتنا استعصت عليها ؛وانسبحت بعد تجربة دامت سنوات .. المشكلة ليست في التنظيف ولا في الشركات ، وإنما في عقلية المواطن الذي مازال يهيم في سبات ؛ ويحسب الدولة عدوه ويجتهد في تلطيخ شوارعها بالأوساخ ويرمي القذارة في كل الساحات ، ويسهر الليالي كي ينفذ هذه القناعات .
علينا معشر المواطنين إذا فتحنا الحديث عن القمامة وبعض المظاهر السلبيات ؛أن نستهدف المواطن بكثير الوعظ و الإرشادات ، وبرامج توعويات، ونبذل قصاري الجهد في تغيير العقليات ، وتثبيت دعائم المواطنة وإيجابي الانتماءات .
وعلينا أن لا يفوتنا ماطرأ على شوارعنا من تغير أصبحت به مرتفعة لا تحتفظ بالمستنقعات ، كما أن علينا أن نلاحظ ما تقوم به الصهاريج هذه الأيام من تفريغ للمياه من الممرات ؛ونقلها بعيدا عن المنازل والطرقات ، كما لا ينبغي أن يفوتنا تدخل بعض العمد في سحب مياه المستنقعات..من الأسواق وهذا ماشهدت به عديد البائعات ؛ ولنا في مقاطعة تيارت مثال يحتذى ومصداق لهذه الكلمات .
صحيح أن عاصمتنا تفتقر لحد هذه الساعات ؛إلى صرف صحي كباقي العواصم في مجاور الدويلات ، مما يستدعي تكثيف وإلحاح المطالبات ، بإنشاء أقوى وأوسع الشبكات ؛ لصرف المياه عن أحياء عاصمتنا ومقر الإدارات ، لكن ذلك لا يحجب الحقائق التي ذكرنا كمقدمات .
إن علينا أن نكون منصفين ؛ فلا يعمينا نقدنا عن ذكر الإنجازات ، وعلينا أن لا ننسى النواقص إذا ذكرنا الإنجازات ، كي نظل مسموعي الكلمات ، ومتزني الطرح ؛ومبتعدين عن كل الشبهات ، وعن الميل والتخندق والحديث المتأثر بتحكم الخلفيات .
بقلم: عثمان جدو