إِيلاَفُ سكان "الشرق" و الوسط ببلادنا لرحلتي الصيف و الخريف إلي نواكشوط و منه هربا من الحر العنيف وطلبا للمناخ اللطيف يُفَسِرُ الأعداد الكبيرة المسجلة في الأسابيع القليلة الماضية للمسافرين من نواكشوط إلي تلك المناطق والذين أدت حوادث السير المتكررة علي ما يعرف ب"طريق الأمل" إلي وفاة أفراد منهم غفر الله لهم وإعاقة بعض و جَزَعِ بعض آخر شفاهم الله...!
و قد وصف البعض ممن سافر مؤخرا علي جزء غير قليل من "طريق الأمل" أن حجم تناثر "أَجْثَاثِ السيارات" الخفيفة و رباعية الدفع "حديثة العهد بالمصنع" و "بعيدة العهد منه" التي تعرضت لحوادث سير علي جنبات الطريق شبيه بانتشار جُثَثِ الحيوانات علي نفس الطريق أواخر شهر مايو من "عَامٍ ذِي مَسْغَبَةٍ" حُبِسَ فيه المطر و انتشرت فيه الأمراض الفتاكة بالحيوانات.
و لقد قرأت تدوينة لأحد "الفَسَابِكَةِ" الشباب المشهود لهم بالتحري و التثبت و الصدق و الأمانة ذكر فيها أنه تم تسجيل سبعة حوادث سير قاتلة لنفس زكية واحدة أو أكثر خلال الأسبوع قبل الماضي في ولاية لعصابة وحدها مما أصاب السكان و خصوصا النساء بما يشبه "فُوْبْيَا الطًرِيقِ" حتي انتشرت في وسطهن عادة الصوم عن الكلام طيلة سفرهن أو سفر أفراد أسرهن انقطاعا للتضرع إلي الله بالدعاء بالسلامة و النجاة.!
و كي لا تتحول "طريق الأمل" إلي مطرقة تَدُقٌ و تَهْشِمُ السيارات علي أجساد ركابها فإني و إن كنت أضم صوتي إلي أصوات بعض المَفْجُوعِينَ المطالبين بإيقاف كل مشاريع بناء "بُنَيًاتِ الطرق" إلي غاية إصلاح و توسعة الشريان المروري الأول بالبلد فإني مشدد أساسا علي ضرورة اتخاذ الإجراءات الإستعجالية الخمسة التالية و التي من شأنها التخفيف العاجل الملموس من اعداد و ضحايا حوادث السير عموما بالبلد:
أولا: تخصيص فرقة متنقلة" Equipe mobile/flying squad" من المؤسسة الوطنية لصيانة الطرق للتدخل السريع من أجل معالجة الحُفَرِ و تَآَكُلاَتِ جنبات طريق الأمل و تحييد السيارات المتعطلة طيلة موسم ذروة السفر عبر هذه الطريق ؛
ثانيا: تنظيم حملة صارمة للتدقيق في رخص سائقي سيارات نقل البضائع و باصات النقل الجماعي للمسافرين و ذلك لما هو متواتر من أن إدمان السرعة المفرطة لبعضهم و نقص الخبرة لدي البعض الآخر هما من أهم أسباب حوادث السير؛
ثالثا: زيادة عدد نقاط التفتيش التابعة للقطاعات المكلفة بأمن الطرق طيلة موسم الذروة من أجل الاضطلاع بمهمتي توجيه السائقين إلي التخفيف من السرعة و تنبيههم إلي أماكن الخطر بالإضافة إلي الصرامة في ردع مخالفات الإفراط في السرعة و التفريط في ضرورات السلامة الفنية للسيارات؛
رابعا: فتح نقاش بين الفقهاء و أهل الاختصاص يحظي بتغطية إعلامية واسعة بكل اللغات الوطنية حول ما ذهب إليه بعض العلماء من أقطار إسلامية أخري من أن تجاوز سقف السرعة خَطً 120 كلم/الساعة يُعتبر شروعا في القتل و كل حوادث السير القاتلة التي قد تنجم عنه تعتبر قتلا عمدا؛
خامسا: مراجعة اللوائح الناظمة لمنح رخص سياقة السيارات ابتغاء تطهير كل ثغرات التساهل و سد كامل منافذ قابلية التزوير و خصوصا بالنسبة لرخص سياقة سيارات النقل الجماعي للمسافرين و شاحنات نقل البضائع.
المختار ولد داهي