قال الكاتب والباحث الموريتاني المتخصص في الشؤون الإفريقية سيدي ولد عبد المالك إنه لا يستبعَد أن يستبطن الموقف السنغالي من خرق اتفاق بانجول نكاية بنظام نواكشوط الذي تعتبره السنغال "الحليف المثالي" لجارها المشاكس جامي طيلة حكمه، والذي كانت تستخدمه نواكشوط كشوكة في حلق داكار في فترات التأزم الدبلوماسي بين موريتانيا والسنغال؛ فسقوط جامي بالنسبة لداكار يمثل خسارة نواكشوط لإحدى أوراق الضغط الرئيسية على داكار.
وأعتبر ولد عبد المالك في مقال نشر بموقع الجزيرة نت أن هذا الموقف السنغالي من الاتفاق يأتي في سياق يخيم فيه الفتور الدبلوماسي على علاقات الجارتين (موريتانيا والسنغال) بسبب خلافاتهما حول عدة ملفات، من أبرزها تدشين نواكشوط قبل حوالي شهرين لقاعدة بحرية على الحدود مع السنغال، وهو موقف قد ترى فيه داكار محاولة من نواكشوط للهيمنة على حقول الغاز المكتشفة هناك مؤخرا.
وأضاف الباحث الموريتاني أن أبرز التحديات التي تواجه مستقبل الاستقرار الأمني والسياسي بغامبيا تكمن في قدرة اللاعبين الكبار على التخلي عن فكرة تحويل غامبيا إلى حظيرة خلفية لتصفية خصومات إقليمية معقدة على بلد لا تتجاوز مساحته 11.3 ألف كلم مربع، ويعاني تركة مثقلة من المشاكل الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية المتراكمة.
وأكد أن التدخل العسكري وصراع الأجندات الإقليمية واستعراض نشوة الانتصار لا تخدم الشعب الغامبي بشيء، الأمر الذي يحتم على "إكواس" والمجتمع الدولي العمل على مساعدته في بناء تجربته الديمقراطية بمقاربة شاملة تدعم الاقتصاد المنهار، وتُرمم اللُّحمة الوطنية الممزقة، وتساهم في بناء منظومة عسكرية وأمنية متصالحة مع مبادئ الديمقراطية وقيم الجمهورية وثقافة حقوق الإنسان.