الزميل حنفي مرة أخرى في دائرة الخطر! / عبد الفتاح ولد اعبيدن | البشام الإخباري

  

   

الزميل حنفي مرة أخرى في دائرة الخطر! / عبد الفتاح ولد اعبيدن

كنت وإياه في حلقة مشتركة من برنامج "بين قوسين" بإذاعة كوبني، ليلة الخميس الموافق3-6-2015 وأوصلته في المنزل بعد إنتهاء البرنامج في وقت متأخر قبل الثانية عشر ليلا، وجلسنا في سيارتي أمام المنزل نحكي قصصا وأمورا مختلفة.
وقد لاحظت كلما زرته في منزله الجديد،

 أن سيارته في المرآب مكشوفة، أي دون إغلاق باب المرآب عليها، وهو ربما الوضع الذي إنتهزه، من إستهدفه نفس الليلة، بعد ذهابي عنه بحوالي ثلاث ساعات، حين حصل الاعتداء المثير حوالي الثالثة ليلا أو تزيد، عندما لاحظ أحد الأشخاص من أقاربه، وجود من يحاول فتح إحدى النوافذ الأمامية، وبعد أن فطن له المعتدي، إختفي في  أحد الأطراف السيارة، فحسبه من بداخل المنزل قد ذهب، لكنه صب الوقود "إصانص" ورمى عليه عود ثقاب مشتعل، وفق رواية الزميل حنفي ولد الدهاه، التي أدلى بها لبعض الزملاء، وسجلتها وسائلهم الإعلامية المختلفة، ممن زاروه داخل منزله المؤجر بمقاطعة تيارت، في الجزء القريب من حي "صكوك" وشارعه الشهير بوجه خاص، وبعد إحتراق السيارة إنشغل أفراد الأسرة بإطفاء حريق سيارة الزميل، ويقولون إن السارق أيضا كان يحاول إيصال الخطر إلى المنزل كله، الشيئ الذي فسر من قبل حنفي بمحاولة إغتيال جماعية لأسرته، ودفن الجميع لا قدر الله في لحظة واحدة ومكان واحد، حفظ الله صاحبنا وأسرته الكريمة الغالية، وسائر حملة الأقلام الوطنيين الشجعان.
وعندما إتصل علي مسير إذاعة كوبني، الصحفي الحافظ ولد الطاهر، مستفسرا قائلا بصوت مرتفع منزعج، ماذا حدث لحنفي البارحة، وأعطاني رأس قلم عن العملية المرعبة، المفعمة بالدلالات والإشارات السيئة!.
حفظ الله الجميع.
ففتحت الهاتف وخاطبت الزميل حنفي ولد الدهاه مباشرة، ليؤكد لي صحة النبأ، الذي شغلني عن قراءته، في موقع "تقدمي" الذي نشر فيه مبكرا، بعض المشاغل الصباحية العادية.
وتوجهت للمنزل، حيث شاهدت ماكنة السيارة، وقد إحترق جزء معتبر منها، وآثار الحريق وبعض ملامح الإعتداء الآثم المعبر، البعيد الغور في النفس والواقع، مما يعني بإختصار، أن المافيا لم تعد في بعض جيوبها، تحتمل العراك الحضاري، إن صح الإطلاق.
فأرادت إستعمال أساليبها القذرة، ظنا منها أننا سنخاف.
ورب الكعبة ليحبطن الله كيدكم، وسنبقى وحنفي ولد الدهاه، وغيره من فرسان المهنة الحقيقيين، سيفا مصلتا على رقابكم بأسلوب ومهني وأخلاقي غالب مهيمن، لا تساهل فيه ولا غلو بإذن الله.
وأعدكم بأن المعركة بدأت للتو، فما فات مجرد ملامسة، للكشف التدريجي عن فسادكم وتجربتكم السيئة، البالغة الخطر، على واقع الناس، وربما الشجر والمدر.
لقد كان حنفي ولد الدهاه ومازال، حفظه الله، قلما جريئا ينافح من أجل مصلحة و توازن هذا الوطن، ولم يقل يوما لأحد في شارع أو منزل كلمة نابية، لأي كان، وإنما إقتصر عمله، على الكتابة وتوظيف المداد المقدس، للتعبير عن ما يتوصل إليه من خبر أو تعليق أو معالجة لموضوع ما، وكان الأنسب أن تتذكروا أن تعريف الصحفي، لدى قانون دولتكم، ولو نظريا، أنه: "الشخص المخول بالحصول على الخبر ومعالجته دون ضغوط أو مخاطر".
سنبحث عنكم ونتابعكم ونكشفكم ولكم أسلحتكم غير الحضارية، القذرة الآثمة دنيا وآخرة، ولنا أسلحتنا المشروعة المحصنة أخلاقيا وقانونيا، ودنيويا وأخرويا بإذن الله والعاقبة للأصلح " فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ".
إن المتضرر الأول من الكشف الإعلامي الجريئ المفحم بالأدلة، البديهي المتواتر أحيانا، في الوقت الراهن هم مافيا النظام القائم، أسريا وسياسيا وأمنيا، ولو تصرف بعض أفراد عائلة النظام بطريقة طائشة دون الرجوع أحيانا لمن يفهم أكثر خطورة الطيش على من لا يحتمل الظلم وسيرد على الصاع بصاعين  أو أكثر بإذن الله "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون ". ولكل طريقته وكل يعمل على شاكلته، وكما يقال في المثل الحساني: "كل علب وأكلامو". فستعلمون صدق مقولة نابليون وحكمته الشهيرة، ومضمونها أنه يفضل مصارعة الثكنات والجيوش على مقارعة أصحاب الأقلام.
سر حنفي إن قتلت لا قدر الله، فشهيدا بطلا ووطنيا فذا إن شاء الله، وإن سلمت وهو ما نرجوه، فلقد أضحيت أيقونة الإعلام المستقل الموريتاني، مهما قيل من المآخذ على تجربتك.
فالعصمة للرسل والأنبياء فحسب، والله خير حفظا.
أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ
-لا تخف نجوت من القوم الظالمين
-لا تخاف دركا ولا تخشى
-لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى
-إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ
-نَصْر مِنْ اللَّه وَفَتْح قَرِيب
-وكان حَقّــاً عَلَيْنَـا نَصْــرُ الْمُــؤْمِنِينَ
-إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا
-إذا جاء نصر الله والفتح
- إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ
- فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا
إن هذا الحدث خصوصا بعد إخبار حنفي، لمفوضية المشروع بتيارت رقم2، في وقت حدوث الحريق مباشرة.
أقول هذا الحدث إختبار للجميع، لندرك مدى صدق ما يدعي، من حرص على المهنة الإعلامية والحرية الصحفية على جميع الصعد، سواء تعلق الأمر بالجهاز الأمني أو القضائي أو الجهات البرلمانية والمجتمع المدني والحقوقي وغيره، وطبعا إختبار لمستوى الزمالة، فحنفي سيارته حرقت وحياته هددت وحياة أسرته الخاصة، التي هي جزء أصيل غال ثمين نفيس من الأسرة المهنية والعائلية.
وفي دائرة الإستهداف الأقصى والأكثر خطرا من أي حالة سابقة.
فهل سيمر هذا الحدث وهذا الإعتداء المروع، كما مرت أحداث أخرى مماثلة ضد زميلنا الشهم الصبور المعتقل السابق والمناضل الحالي حنفي ولد الدهاه.
هل سيمر هذا الحدث مر الكرام كما يقال في المثل العربي، دون تضامن واسع ذي بال من طرف الزملاء قبل غيرهم، أم أن هذه الواقعة المدوية ستكون مفصلا بين عهدين، عهد ترك الصحفيين والصحافة لوحدهم، للخطر والتهديد والإعتداء المفتوح المتنوع المتفاقم نحو المجهول، وعهد جديد قد نصنعه ببعض جهودنا، إلى جانب جهود جميع الخيرين في الداخل والخارج.
وأناشد من هذا المنبر المجتمع الإعلامي والحقوقي الدولي للتدخل، وبوجه خاص منظمة "مراسلون بلا حدود"، فحنفي في خطر، وغيره من كتاب الصف الأول، والصحافة الموريتانية كلها تقريبا، في دائرة الإستهداف المتفاوت، بغض النظر عن خلافاتها الداخلية الطبيعية أحيانا، كما أن حرية الصحافة في هذا الوطن قد لا تخلو من فخ وخدعة، إن لم تتحول إلى شعار أجوف مع إستمرار  وتصاعد مثل هذه المحاولات الآثمة الخطيرة، التي لولا لطف ربنا، لأودت بحياة بعض الزملاء وخصوصا حنفي ولد الدهاه، لا قدر الله.

تصفح أيضا...